الخروج من الجسد


يعتبر الخروج من الجسد ظاهرة طبيعية تحصل لكل البشر عند النوم ..فنحن كمسلمين نعلم فيما لا يقبل الشك أننا عندما ننام تنفصل النفس عن الجسد وتقوم برحلاتها ثم تعود للجسد المادي حين نستيقظ ..

ويظهر هذا واضحاً في قوله تعالى : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر : 42 )

لذا سمي النوم بالموتة الصغرى ..الفرق الوحيد بين النوم وبين الخروج من الجسد هو أننا عندما ننام لا ندرك الوعي ..أما في الخروج من الجسد تخرج النفس باصطحاب الوعي ..ويرافق عقلنا هذا الجسد الغير مرئي لعالم الأحلام.. قد تكون الفكرة لمن لم يسمع من قبل بالخروج من الجسد ..غريبة بعض الشيء ..وقد يظنها الآخرون ضرب من الخيال ..أو حتى شعوذة ..الحقيقة أنها أرقى ما يمكن أن يمر به إنسان .. يعجز عن وصفها الكلام ..


عندما تتحرر من جسدك المادي وتنزع عنك مادية هذا العالم بما في ذلك جسدك أنت ..وتبقى عبارة عن وعي وجسد شفاف .. الخروج من الجسد أمر ليس فيه لبس ..أي لا ينفع أن يقول شخص أظن أني خرجت من جسمي لأنه ما أن يحصل له خروج من الجسد سيعرف تمام المعرفة أنه قد حصل ..ولا يمكن أن يظن أي شخص أن الخروج من الجسد نوع من التأمل أو من الخيال أو من أنواع التنويم الإيحائي ..إنه بإختصار واضح ستعرفه ما أن تجربه .. وليس له علاقة بالقرين كما سألني بعض الأشخاص ..فما يخرج هو وعيك أنت يحمله الجسم اللامرئي الذي ندعوه النفس ويدعوه الغرب بالجسم النجمي والبعض بالأثيري ..في النهاية هو جسم شفاف غير مرئي ..جزء منا نحن ..ينفصل عنا عندما ننام ثم يعود عندما نستيقظ ..كل ليلة..


أين نذهب عندما نخرج من الجسم ؟


ما نذهب إليه هو إنعكاس لكل شيء في عالم الواقع بالإضافة لما يداخله من عالم الأفكار ..تحكمه قوانين مشابهة للقوانين التي تحكم الحلم ..لذا يمكن تسميته عالم الأحلام . بمعنى أن في الخروج من الجسد ..يتأثر العالم الذي نذهب إليه بالأفكار ..وكأنه صورة منعكسة لما نراه ونفكر به..أي أنك قد تخرج من جسمك المادي وتجد نفسك واقفا بجسد شفاف بصحبة وعيك وترى جسمك المادي في آخر الغرفة نائماً وترى كل شيء كما هو في الغرفة ..لكن ما أن تفكر بوجود شجرة داخل الغرفة ستراها كما فكرت بها وهكذا ..

بعض الأشخاص يكون الخروج من الجسد عنده لا يتعدى صورة عالم الواقع والآخرون يجدون أنهم قادرين على الذهاب لعالم الأفكار ..كل ذلك يتباين من شخص لآخر ..