قراءة الأفكار

أحد فروع ما وراء علم النفس باراسايكولوجي, وهو حاليا يعد اقرب للخيال العلمي منه لواقعنا الحالي لكونه لم يثبت علمياحتى الآن, إلا أنه هناك الكثير من الظواهر التي تشير إلى وجوده, وقراءة الأفكار مثلها مثل باقي فروع الباراسايكولوجي مثل التخاطر telepathy، والتحريك العقلي, والرؤية عن بعد، والخروج من الجسد Astral projection

ان اتقان هذه الصفة الغريبة يؤدي إلى القدرة على معرفة ما يدور في عقل الإنسان الآخر من أفكار, وأحيانا القدرة على تغييرها, أن قراءة الأفكار بات موضوع جدل غريب, أما من ناحية الاثبات والتيقن منه فهو ما زال في دائرة الشك, أو في دائرة الإنكار والجحد على الغالب. يعد mark salem من أشهر قراء الافكار في العالم ويعيش بـ الولايات المتحدة، وقدم العديد من العروض المذهلة في قراءة الافكار ابرزها قراءته للافكار عبر اتصالات هاتفية
تجلس مع شخص ما.. قد تكونان على معرفة مسبقة ببعض أو لا.. تدور بينكما بعض الأحاديث.. ينظر إليك عن كثب.. وفجأة يقول لك.. أنت تفكر في كذا وكذا وكذا..

تُذهلك قدرته على معرفة ما يجول ببالك.. وتحاول جاهداً أن تكتشف السر!!.. في بعض الأحيان يأتي أحدهم لزيارتك.. يطلب منك أن تعطيه ورق اللعب.. تختار واحدة من الأوراق وتخبئها بين الورق دون أن يراها.. يخلط الأوراق.. يعيد فردها أمامك.. ثم ينتقي الورقة التي اخترتها بضربة واحدة منه على الأوراق.. وسط ذهولك وذهول الحاضرين.. وتبدأ هنا التساؤلات.. هل قراءة أفكارك فن أم موهبة؟.. وكيف يمكن لأحدهم أن يقرأ أفكار الآخرين؟.. وهل يستطيع الجميع القيام بقراءة الأفكار؟
ما هي قراءة الأفكار؟

ظاهرة تجمع بين الاستبصار والتخاطر والحاسة السادسة في آن معاً، وهي تحدث بين شخصين يتواصلان معاً ليبدأ أحدهما باكتشاف ما يُفكّر به الآخر وتكون لديه القدرة على تغيير أفكاره في بعض الأحيان.. تقوم هذه الظاهرة على التواصل بين عقلين. تعتبر الخطوة الأهم في قراءة الأفكار هي الممارسة والتدريب وتعويد العقل على التركيز لتصبح لديه القدرة على معرفة ما يخبئه الآخرون، وعلى الشخص الذي يقوم بقراءة الأفكار أن يكون واعياً بشكل كامل لكل ما يدور حوله من أحداث ومواقف، وعندما يبدأ التفكير بأمر ما يجب ألا يضع حدوداً لتفكيره.. بل يطلق له العنان ليُفكّر بكل الاحتمالات الصحيحة والخاطئة، ليعرف أين ستذهب به أفكاره في كلتا الحالتين، تلك الأفكار والاحتمالات عندما تنشأ في العقل ويراقبها الشخص عن كثب.. سيكتشف أنها عبارة عن أحاسيس.. تعرّف إليها من خلال حواسه غير المادية وتركيزه في كل ما يدور حوله من أحداث وأمور.. مما يدفعه لُيفكّر ويفكّر دون توقف... وعندما يصل للمرحلة التي يستطيع فيها معرفة عقله واكتشاف أسراره وفهمه بالشكل الأمثل ومعرفة أفكاره ومآلها.. وقتها سيبدأ باكتشاف أسرار عقول الآخرين ودواخلهم.. وسيتمكن من قراءة تلك الأفكار لتبدو له وكأنها كتاب مفتوح أمام عينيه..

السر إذاً هو فهم أنفسنا لنتمكن من معرفة الآخرين.. والتخاطب مع الآخرين من خلال النظر إلى عقولهم وليس عيونهم.. ويتم النظر بتمعن وهدوء.. على من يقرأ الأفكار أن يتوقف عند كل فكرة وحالة وحدث.. ويستخدم قدرته على الملاحظة، وتحليل عناصر الأمور، فالهيكل العظمي مثلاً يمكن للشخص العادي أن ينظر إليه على أنه مجموعة من العظام، لكن الشخص الذي يشاهد بعينه الثالثة.. يعرف تماماً كيف يُحلّل عناصر هذه العظام ويدخل إلى أعماقها ويطلق العنان لخياله، فيصل لمرحلة من البصيرة والتأمل ويصبح بإمكانه بالتالي قراءة أفكاره وأفكار الآخرين بالشكل الأمثل. فالمراقبة عن بعد تعطي للشخص الصورة الخارجية فقط عن أي شيء، أما ملاحظة الشيء ومعرفته والتوقف عند تفاصيله ستُمكّن أي شخص من قراءة هذا الشيء من الداخل واكتشاف الكثير من الأسرار التي لا تراها العين المُجرّدة.

كيف تتم قراءة الأفكار؟

لا يمكن اعتبار قراءة الأفكار أمراً مستحيلاً، لكن قبل أن تقوم بقراءة أفكار الآخرين عليك أن تعرف أن هناك العديد من النظريات حول هذا الأمر، النظرية الأولى تُسمّى (القوة غير الطبيعية) وهي تعتمد على النشاط النفسي في العقل، الثانية تُسمّى (الطريقة العلمية) وهي تعتمد على دراسة علماء الأعصاب للدماغ البشري من خلال موجات الدماغ المرتبطة بالتفكير، أما الثالثة فهي النظرية (النفسية) التي تقول أنه بإمكان أي شخص القيام بقراءة أفكار الآخرين مجرد أن كانت لديه القدرة على فهم جوانب معيّنة في حياة كل منهم وكيف يتصرف في المجتمع.

1- الطريقة العلمية: حتى هذه اللحظة ما يزال (أدريان أوين) عالم الأعصاب في جامعة (كامبردج) البريطانية يتأثر عندما يتحدث عن أحد المرضى الذي وقع له حادث ودخل في حالة غيبوبة قال وقتها أطباء الأعصاب أنها ستدوم لخمس سنوات، وبشكل لا يمكن تصديقه أثبت (أوين) أنه يمكن بطريقة ما تغيير تدفق الدم إلى أجزاء معيّنة من الدماغ، وبذلك تمكّن من التواصل مع المريض وهو في حالة غيبوبة، وكانت تلك هي الحالة الأولى للتواصل مع شخص غائب عن الوعي وتبادل المعلومات معه. وبعد سلسلة من التجارب السمعية البصرية انتقل (أوين) إلى مرحلة تصوّر وفهم الكلام، حيث يسأل المريض وهو في الغيبوبة بعض الأسئلة ويُسجّل جهاز خاص أجوبة المريض من خلال بيانات تظهر على شاشة الكمبيوتر، ويعطي (أوين) المريض راحة لمدة 30 ثانية بين كل سؤال والآخر. حالياً هناك عشرات الآلاف من الأشخاص في حالة غيبوبة في أمريكا وحدها، ويقول (أوين) أن 20% منهم قادرون على التواصل لكن ليس لديهم وسيلة للقيام بذلك.


2- لغة الجسد: إذا أردت أن تكون قارئاً للأفكار فعليك أولاً أن تكون واعياً 100% لكل حركة أو إيماءة يقوم بها الشخص الذي تقوم بسؤاله، هذه الأمور قد تغيب عن بال الكثيرين عند طرح السؤال، فعندما يصمت الطرف الآخر لثوانٍ قليلة قد يقوم بها بفرك أذنه، تحريك يديه بطريقة معيّنة، كثير من الأمور قد تعطيك الإجابة قبل أن ينطق بها. لغة الجسد تُعتبر من أهم الأمور التي يجب أن يتعلمها من يود تجربة قراءة الأفكار، فهي تُظهر صحة مشاعر الشخص تجاه حديثك، وهل هو معجب بالحديث وموافق على أفكارك وطريقة عرضك لها أم لا. مراقبة تعابير الوجه أيضاً من الأمور الهامة التي يجب الانتباه لها بالشكل الأمثل، خاصة حركة العيون وتقلّص حجم البؤبؤ الذي يدل على عدم اهتمام الشخص بالحديث، حك الأنف، فرك الأذن، حركة الحاجبين، كلها أمور تُظهر الكثير من العواطف التي يُخبئها الشخص بداخله لكنها تظهر من خلال حركاته اللاشعورية واللاإرادية. لذا عليك أن تبقي عيناك مركزتين على إيماءات الوجه والجسد للشخص الذي تقوم بقراءة أفكاره. وهنا بالطبع على من يقوم بقراءة الأفكار أن يتعلّم أموراً عن البرمجة اللغوية العصبية ويواظب على قراءة مواضيع والاطلاع على إحصائيات حول اهتمامات الأشخاص عموماً بمختلف المواضيع حسب أعمارهم وأجناسهم.

3- التأمل: وفقاً لدراسة حديثة نُشرت فإنه يمكن لشكل من أشكال التأمل، سمّوه (المعرفة المرتبطة بالتدريب العاطفي) يمكن له أن يكون بطاقة العبور لكل شخص يرغب في قراءة أفكار الآخرين، في هذه الحالة يقوم الشخص بالتركيز على التنفس، وبنفس الوقت عاطفته تجاه الشخص الذي يريد قراءة أفكاره وشعوره تجاهه، وقد أثبتت الدراسة أن عمليات وتمارين التأمل تلك التي يقوم بها الشخص تزيد من نشاط منطقة الدماغ المرتبطة بالعاطفة، وبالتالي يصبح الشخص أكثر خبرة وقدرة على قراءة أفكار الطرف الآخر ومعرفة ما يجول بعقله. فبمجرد أن قام الشخص بتحرير عواطفه وتعزيز علاقته كل ما يحيط به من أشياء وقتها سيكون قادراً على التواصل معها بالشكل الأفضل، كل ما حولنا يحتاج منا لنشعر بالامتنان لوجوده في حياتنا، الأمر الذي يُعزز عاطفتنا ومشاعرنا تجاه الآخرين ويجعلنا أكثر قدرة على قراءة أفكارهم.

4- ظهرت دراسات أخرى حول قراءة الأفكار تقول بأنه في حال كان من يقرأ أفكارك هو شخص قريب منك، من العائلة أو الأقارب، فالأمر الطبيعي أنه سيكون قادراً على معرفة أغلب ما تحبه وتكرهه، ويعرف من خلال ارتباطه الوثيق بك ما هي طريقة تفكيرك، وكيف ستكون ردة فعلك على الكثير من الأمور. فتربية الأطفال في منزل واحد على نفس القيم والعادات والتقاليد وبقائهم معاً لفترة طويلة تجعل كثير من الأمور متشابهة فيما بينهم ويستطيعون بالتالي قراءة أفكار بعضهم البعض. مثال ثاني على ذلك هو الزوجين اللذين نجد أنهما بعد مرحلة معيّنة من الزواج يبدآن بقراءة أفكار بعضهما ويعرف كل منهما من نظرة عين الآخر ما يفكر به في كل لحظة، بالتالي كلها أمور تنتج عن قضاء أوقات طويلة مع هذا الشخص في مكان واحد. أما في حال كان الشخص من غير المقربين، فهو بلا شك يعتمد لغة الجسد لفهم ومعرفة ما يفكر به الطرف الآخر، وبالتالي فإن الحالة التي تحدث هنا هي قراءة لتعابير الجسد وليس الأفكار.


كيف تقرأ أفكار الآخرين؟

لا تقل أنك غير قادر على قراءة الأفكار.. فكل واحد منا يملك القدرة على القيام بقراءة الأفكار.. ستصبح أفكار الأصدقاء.. الأقارب.. العائلة.. وحتى من يسير في الشارع كلها كتاب مفتوح بين يديك.. كل ذلك بخطوات بسيطة..

1- ابدأ بالتنفس بعمق واجعل تركيزك في كل حركة شهيق وزفير تقوم بها.. ثم دع اهتمامك يدور حول أفكارك وما تشعر به في هذه اللحظة، ومن المؤكد أنك ستلاحظ تغيّر أفكارك ومشاعرك بين لحظة وأخرى، مما يدل على أن أرائك غير ثابتة وقابلة للتغيير أيضاً. حرر عقلك من كل أفكار القلق والخوف من هذه التجربة.. فالخوف في هذه الحالة سينهي حالة التأمل مباشرة ويُفشل مهمتك..


2- اجعل عقلك منفتحاً على كل ما حولك من أشياء وأشخاص.. استحضر في عقلك أسماء لثلاثة أشخاص: صديق مُقرّب، شخص لا تعرفه جيداً، وشخص تعاني مشاكل بينك وبينه. تخيّل أن هؤلاء الثلاثة يقفون أمامك، وفكّر بمشاعرك في هذه اللحظة تجاه كل واحد منهم.. انظر لأشياء موجودة.. وتخيّل أموراً أخرى غير موجودة.. تخيّل هؤلاء الأشخاص يجلسون أمامك.. ثم حاول التواصل معهم بشكل أعمق.. تخيّل الكرسي الذي يجلس عليه كل واحد منهم.. الهواء الذي يحيط بهم.. انظر إليهم بكل تركيز.. هذه الخطوة مهمة جداً لتعرف من خلالها كيف تخرج الطاقات الكامنة بداخلك والتي ستساعدك في تجربتك.. فهي تعطيك شعوراً وكأن الشخص موجود معك في حال عدم وجوده.. وفي حال وجوده ستشعر وكأنه غير موجود.. أما الأشخاص الثلاثة فهم سيمثلّون بالنسبة لك كل ما يحيط بك في هذا الكون.. لتعرف كيف تتعامل مع الأفكار الخيّرة والأفكار الشريرة بآن معاً..

3- انظر في عين كل شخص منهم لمدة 10 ثوانٍ.. ثم أغمض عينيك وتخيّل وجهه.. ثم عينيه.. وأخيراً ادخل إلى عقله حتى تشعر بأنك جزء منه.. في هذه الخطوة ستصل إلى أفكار ذلك الشخص.. لا توقفها.. بل اسمح لها بالتسلل بهدوء إلى عقلك..

4- في حال كان الشخص الذي تقرأ أفكاره جالساً أمامك فلا تتحدث إليه أثناء جلسة قراءة الأفكار.. بل دع نفسك غارقاً بعقله وأفكاره واعتمد على حدسك وما يخبرك به.. وقم بحفظ كل الأفكار التي يخبرك بها حدسك في ذاكرتك حتى تستفيد منها في الوقت المناسب..